--------------------------------------------------------------------------------
دخلت بثينة على عبد الملك بن مروان فقال لها*والله يا بثينة ما أرى فيك شيئاً مما كان يقول جميل*قالت*يا أمير المؤمنين إنه كان يرنو إليَّ بعينين ليستا في رأسك قال وكيف صادفته في عفته؟ قالت كما وصف نفسه حيث يقول لا والذي تسجد الجباه له ما لي بما دون ثوبها خبر ولا بفيها ولا هممت بها ما كان إلا الحديث والنظر* وروي عن ابن سهل بن سعد الساعدي قال دخلت على جميل بن معمر العذري، وهو عليل وإني لأرى آثار الموت على وجهه فقال يا ابن سهل*أتقول إن رجلاً يلقى الله لم يسفك دماً حراماً ولم يشرب خمراً ولم يأت بفاحشة أترجو له الجنة؟ قلت إي والله فمن هو؟* قال إني لأرجو أن أكون أنا ذلك الرجل*قلت بعد زيارتك بثينة وما تُحدِّث به عنكما؟*فقال والله إني لفي يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ولا أنالتني شفاعة محمد، صلى الله عليه وسلم إن كنت حدثت نفسي فيها بريبة قط*قال فما انقضى يومه حتى مات
وقيل لكثير عزة: هل نلت من عزة شيئاً طول مدتك؟
فقال: لا والله إلا أنه ربما كان يشتد بي الأمر، فآخذ يدها* فأضعها على جبيني فأجد لذلك راحة
قال أعرابي من فزاراة* عشقت جارية من الحي فحادثتها سنين كثيرة، والله ما حدثت نفسي بريبة قط* سوى أن خلوت بها، فرأيت بياض كفها في سواد الليل* فوضعت كفي على كفها فقالت*مه لا تفسد ما صلح. فارفَضَّ جبيني عرقاً، ولم أعُدْ